لكي حبي وفؤااادي
بلاااااااادي بلاااادي بلااااااااااادي لكي حبي وفؤادي
مصر ياااااااا أم البلااااااد
أنتي غايتي والمرااااد
وعلى كل العباااااااااد
كملي نيلك من فؤااااادي
هكذا استمعت لطابور الصباح فى المدرسة المجاورة لنا فى أول يوم دراسي بعد الثورة
لأول مرة أحسست أن النشيد يقال من القلب فربما لهذا وصل لقلبي واستطعت أن أتصور أنه لا يوجد أحد هناك لا يردد النشيد
سواء طالب أو مدرس أو عامل فلربما كانت الأشجار هناك هى الأخري تردد النشيد.
حقا يستحق هذا الجيل أن يستلم منا مصر فى حالة أفضل من هذه.
كنت دائما أقول أننا استلمنا مصر من الجيل السابق وهى فاسدة مثل كوب اللبن الذي وقعت فيه نقطة حبر فأفسدته تماما
حتي أحس البعض أنه لا يمكن إصلاح البلد مرة أخري
وكنت أحس أن حال البلد لو استمر كما كان لاستلم الجيل القادم البلد مننا وقد أصبح كوب اللبن أكثر فسادا
ولأصبح من الممكن أن لا يعرفوا أن هذا الكوب كان يحتوي لبنا فى الأساس
وعندما قامت الثورة استطعنا بشكل ما أن نتخلص من هذا اللبن الفاسد
وقد بدأنا فى تنظيف الكوب وتطهيره وهذه مهمة الجيش الآن
ومن ثم سنبدأ بملأ الكوب باللبن الصافي مرة أخري
كل هذه الأفكار مرت برأسي وأنا استمع للنشيد وتحية العلم فى طابور الصباح
أعتقد أنه سيكون من السهل بإذن الله أن نطهر البلد من بقايا الفساد ونحاكم كل من أخطا وساهم بشكل أو بآخر فى انتشار الفساد بشكل أكبر فى البلد فهذه مهمة لا نستطيع القول أن الثورة نجحت إلا بعد نجاحها
فليس من المنطقي الوقوف الآن كما يقول البعض "ما كفاية بقي هما الشباب دول عاوزين ايه"
و "ما يسيبوا الجيش يتصرف وياخد فرصته" وكل هذه الأقاويل التي تجعلني أصاب بالصداع وارتفاع ضغط الدم
هم بطريقة ما يشعرون أن التغيير ليس جيدا وأن من الصعب أن تقاد البلد من قبل مجموعة من الشباب
بالرغم من كل ما روأه بأنفسهم فى ميدان التحرير وما روأه فى اللجان الشعبية وما سمعوه من فكر هؤلاء الشباب ومدي تفتحهم وذكاءهم
ويكفي أنهم حولوا الحلم البعيد إلي حقيقية بقيامهم بالثورة نفسها.
لذلك أنا لا أستطيع فهم كل هؤلاء المطالبين بالهدوء والتعقل وعدم وجود ضرورة لأي مظاهرات أخري أو تجمعات فى ميدان التحرير
هم مجموعة من الشباب يريدون التأكد بأن عملية التطهير تتم بالكفاءة التي نرغب بها جميعا وهم يتجمعون فى يوم عطلة فلا يتسبب هذا بشكل من الأشكال بتعطيل عمل باقي المصالح الحكومية كما قد يدعي البعض.
بالرغم من كل قناعاتي هذه وكل الخواطر التي مرت بي أمس عند إستماعي للنشيد عندما استيقظت اليوم-وقد كنت أستمتع بيوم اجازة سعيد قلما سيتكرر فى المستقبل-على التلاميذ فى نفس المدرسة يرددون بحماس شديد
"الشعب يريد إسقاط النظام" فلم أفهم أى نظام يريدون إسقاطه وهل هم ليس عندهم العلم الكافي أن النظام قد سقط بالفعل
أم أنهم يريدون إسقاط نظام المدرسة نفسها مثلا وتغيير الناظر
فكانت أول خاطرة جاءت على بالي ربما كان هذا الجيل يستحق أن يستلم منا البلد بفسادها حتي يستطيع أن يقوم هو بالثورة وترديد هذه الهتافات فى ميدان التحرير :)
ولكن حقا شعرت بالراحة بعد ذلك فبالتأكيد هذا الجيل قد رأي ما يستطيع الشباب أن يفعله وهم لن يتركوا الفساد ليعود ويتنشر فى البلد مرة أخري وهم بإذن الله سيسلموا هذه البلد للجيل القادم من بعدهم وهى فى حالة جيدة بإذن الله.
هكذا أستطيع وأنا مطمئنة أن أجعل أولادي وأحفادي يقسمون لي ألا يتركوا هذه البلد أبدااا وألا يفقدوا فيها الأمل وألا يصمتوا على أى فساد يقابلهم.
وهكذا أيضا أستطيع أن أنهي هذا المقال وأذهب لأكمل مذاكرتي فليس كل يوم اجازة سعيدة مثل اليوم :)